الفطريات الممرضة للجذور Root infecting fungi
الاستاذ الدكتور محمد عامر فياض
قسم وقاية النبات /كلية الزراعة/جامعة البصرة
فطريات الجذور هي مجموعة متنوعة من الفطريات تختلف في صفاتها التصنيفية وفي طبيعة نموها وفي متطلباتها الغذائية يجمعها قاسم مشترك هو قدرتها على اصابة المجموع الجذري للنباتات وقواعد السيقان مسببه لها اعراض مختلفة كموت البادرات وتعفن وتقرح الجذور وتعفن الجذور وقواعد السيقان ولفحة الاوراق وغيرها . تضم هذه المجموعة عدة فطريات من اهمهاMacrophomina phaseolinaو Rhizoctonia solaniو Fusarium solaniوTheilaviopsis biscolaو Pythium spp وغيرها .سنتطرق لهذه الفطريات حسب اهميتها في العراق والمناطق ذات المناخ المشابهة لمناخه.
أولا:- الفطرMacrophomina phaseolina
يعد من أهم فطريات التربة الممرضة للنبات خاصة في المناطق الجافة وشبهه الجافة التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة. للفطر مدى عائلي واسع قد يصل الى اكثر من 500 نوع نباتي من أهمها السمسم ,زهرة الشمس, فول الصويا, الذرة, الفاصوليا ,اللوبيا , القطن, الجوت,وبعض الخضروات مثل البطيخ وغيرها. يسبب هذا الفطر عدة أعراض مرضية مثل موت البادرات وتعفن الجذور الا ان التعفن الفحمي Charcoal Rotيعد من أهم الاعراض التي يسببها.سمي المرض بالتعفن الفحمي نتيجة لمظهر الاصابة الذي يتميز بوجود اعداد كبيرة من الاجسام الحجرية السوداء بحجم رأس الدبوس التي تتكون تحت قشرة العائل والتي يمكن مشاهدتها بسهولة,سجل مرض التعفن الفحمي في العراق عام 1970 من قبل العاني ويعد في الوقت الحاضر من أهم امراض محصولي السمسم وزهرة الشمس.
الوضع التصنيفي للفطرM.phaseolina
أعطي الفطرM.phaseolina عدة تسميات اعتمادا على الطور السكلروشي او البكنيدي الذي يكونه الفطر في انسجة العائل ,اطلق Halsted عام 1890 التسميةRhizoctonia batiticolaعلى الطور السكلروشي للفطروفي عام 1912 عزل Shaw الطور السكلروشي للفطر من نبات اللوبيا في الهند واسماه Sclerotium batiticola وفي عام 1924 سمي الفطر R.lamellifera من قبل Small.وفي عام 1901 أطلق Tassi الاسم M.phaseolina على الطور البكنيدي وفي عام 1905 سمي الفطرM.phaseolia من قبل Maublanceوفي عام 1947 اعاد Goidanich الاسمM.phaseolina على الطور البكنيدي للفطر. في عام 1964 أدعى Ghosh وجود طور كامل(جنسي)للفطر اطلق عليه اسمOrbilia obscura الا ان ذلك لم يؤكد بتقارير لاحقة. وبغض النظر عن عدم تاكيد وجود طور جنسي للفطر فقد اوضح Crous وجماعته عام 2006 واعتماد على تقانات DNA ان الفطر يعود الى رتبةBotryosphaeralisوعائلةBotryosphaeriaceae العائدة الى شعبة الفطريات الكيسيةAscomycota.
التغاير في الفطرM.phaseolina.
على الرغم من ان نوعا واحدا من هذا الفطر شخص لحد الان الا ان عزلات الفطر المعزولة من مناطق جغرافية مختلفة او من عوائل مختلفة تتميز بتغاير كبير في الصفات المظهرية والفسلجية وفي القدرة الامراضية ففي احد الدراسات وجد ان العزلات التي تتميز بسرعة النمو وغزارة تكوين الاجسام الحجرية تكون اكثر امراضية لبادرات الفاصوليا مقارنة بالعزلات بطيئة النمو.
وقد جرت عدة محاولات لتقسيم الفطر الى مستوى تحت النوع subspeciesاستنادا الى عدة معايير مثل حجم الاجسام الحجرية او الاختلاف في القدرة الامراضية وفي القابلية على تكوين الاجسام البكنيدية او بعض الصفات المورفولوجية والخصائص الفسلجية ,ففي الهند اشير الى وجود سلالتين من الفطر احدهما تسبب تعفن الجذور والاخرى تسبب لفحة الاوراق. وعند دراسة حساسية عزلات مختلفة من الفطر الى مادة كلورات البوتاسيوم وجد ان عزلات الفطر المعزولة من نبات فول الصويا او من ترب الحقول المزروع بهذا المحصول كانت حساسة لمادة كلورات البوتاسيوم في حين كانت العزلات المعزولة من الذرة الصفراء مقاومة لهذه المادة وان العزلات الحساسة تميل عادة لمهاجمة فول الصويا بينما العزلات المقاومة تميل لمهاجمة الذرة الصفراء واستنتج الباحثون ان عزلات هذا الفطر تختلف في قدرتها على استغلال مركبات نتروجينية معينه حيث ان مادة كلورات البوتاسيومKClO3هي نظير لمادة نترات الصوديوم NaNO3 وان مثل هذا الاختلاف ربما يعكس الاختلاف في القابليات الايضية بين العزلات الذي يمكن ان يؤدي الى التخصص داخل هذا النوع. ألا ان الدراسات اللاحقة وخاصة تلك المعتمدة على تقانات البيولوجيا الجزيئية مثلRFLPوRAPDوِAFLPلم تؤيد هذا الاستنتاج وخلصت الى الاعتقاد ان الفطر M.phaseolinaهو نوع معقدcomplex speciesولا يمكن تقسيمية الا مستويات تحت النوع.
دورة المرض
ينتج الفطرM.phaseolinaاعداد كبيرة من الاجسام الحجرية الصغيرةmicrosclerotiaوالتي تمكن الفطر من البقاء عدة سنوات في التربة تتراوح بين 3-10 سنوات , اما الطور البكنيدي فيتكون على العائل عادة وتختلف اهميته في وبائية الفطر اعتمادة على وقت تكونه أذ يكون قليل الاهمية عندما يتكون في المراحل الاخيرة من نمو النبات في حين يكون له دور في احداث الاصابة الثانوية عندما يتكون في مراحل مبكرة من نمو النبات. تعد الاجسام الحجرية الموجودة في التربة أو البذور او بقايا العائل هي مصدر الاصابة الاولية ,تنبت الاجسام الحجرية عادة بتاثير من المواد المفرزة من جذور العائل عن عدة انابيب انبات تخترق انسجة العائل اما مباشرة بتكوين اعضاء التصاق appresoria او من خلال الجروح او الفتحات الطبيعية بالجذور,في بداية المراحل الاولى من الاصابة قد يقتصر وجود الفطر على المسافات البينية بين الخلايا وقد تموت البادرات المصابة في هذه المرحلة . الا انه في معظم الحالات وعلى الرغم من حصول الاصابة في وقت مبكر من نمو النبات الا ان الاعراض لا تظهر الا وقت الازهار وتكوين الثمار حيث ينمو الفطر داخل خلايا النبات مسببا تكوين اعداد كبيرة من الاجسام الحجرية التي تسبب غلق الاوعية الناقلة كما يبدو ان للانزيمات والسموم التي يفرزها الفطر دور في تطور المرض .بعد موت وتحلل الاجزاء المصابة للنبات تتحرر الاجسام الحجرية الى التربة او تبقى في الانسجة النباتية لمدة تتراوح بين 3-10 سنوات اعتمادا على الظروف البيئية.
العوامل المساعدة على الاصابة
تتأثر اصابة الجذور بالفطر M.phaseolinaبمرحلة نمو النبات و بالعوامل البيئية أذ عادة ما يلاحظ حصول نسبة عالية من الاصابة عندما يكون النبات في مرحلة التزهير ويرافق ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة. وعلى الرغم من ان ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض رطوبة التربة تعد من اهم العوامل المساعدة على الاصابة بهذا الفطر الا ان عدة دراسات اكدت ان جميع العوامل التي تخفض من قوة النبات تعد عوامل مساعدة للاصابة مثل الاصابة بديدان العقد الجذرية وقلة التسميد وزيادة الكثافة النباتية وكثافة الاجسام الحجرية في التربة.
استراتيجيات مكافحةالفطرM.phaseolina
تهدف معظم طرق مكافحة الفطرM.phaseolina الى خفض اعداد الاجسام الحجرية في التربة او تقليل فرص التلامس بين لقاح الفطر والعائل. تشير معظم الدراسات الى ان المبيدات الفطرية او الدورات الزراعية عادة ما تكون غير فعالة في مكافحة هذا الفطر بسبب ان معظم المحاصيل الحساسة للاصابة به عادة تزرع في مساحات واسعة ولقدرة الاجسام الحجرية للبقاء لفترة طويلة في التربة. وعلى الرغم من عدم وجود اصناف تمتلك مقاومة عالية في النبات الا ان دراسات عدة اكدت على وجود مستوى من المقاومة في معظم العوائل النباتية للفطر مثل زهرة الشمس والماش والذرة والفاصوليا وغيرها ففي زهرة الشمس مثلا وجد ان الاصناف المتاخرة النضج اكثر مقاومة من الاصناف مبكرة النضج وان الاصناف المتحملة للجفاف اقل عرضة للاصابة كما وجد ان الحساسية للاصابة بهذا الفطر عادة تكون متلازمة مع انخفاض مستوى السكريات المختزلة في جذور النباتات. كما تعد البسترة الشمسية للترب الرطبة فعالة في خفض اعداد الاجسام الحجرية للفطر خاصة عندما تكون مصحوبة باضافة محسنات التربة كالمخلفات الحيوانية او النباتية وخاصة مخلفات العائلة الصليبية التي تتميز عند تحللها باطلاق مركبات غنية بالكبريت تثبط انبات الاجسام الحجرية للفطر.كما تعد المكافحة البيولوجية من الطرق الجيدة في المكافحة ومن اهم عناصر المكافحة البيولوجية التي اشير الى كفائتها في مكافحة الفطرM.phaseolinaهي الفطرTrichoderma harzianum و T.virideوالبكتريا المتألقه Psedomonas fluorescensوالبكتريا المثبتة للنتروجين . ومن الوسائل الاخرى التي استخدمت في مكافحة هذا الفطر هي المستخلصات النباتية الغنية بالزيوت الاساسية مثل زيت النيم .كما ان اي ظروف تحسن من صحة النبات كالري والتسميد المنتظم تعد من الوسائل التي تساعد على خفض الاصابة بهذا الفطر.
أعراض مرض التعفن الفحمي المتمثلة بالاجسام الحجرية على جذور وسيقان بعض النباتات
التغاير المظهري لعزلات مختلفة من الفطرM.phaseolina (a-عزلة رقي b-زهرة الشمس c-البطيخ d-خيار القثاء e- اللوبياء f-الطماطا)
المصادر:-
1-بنيان, ليلى عبد الرحيم(2007)ـاثير بعض العوامل البيئية في اصابة زهرة الشمس بالفطرMacrophomina phaseolina واستخدام بعض العوامل الاحيائية في المكافحة .أطروحة دكتواره.كلية الزراعة.جامعة البصرة.116 صفحة
2-خلف ,جمال مهدي(2017).فاعلية بعض المستخلصات النباتية ومساحيقا وGlomus mosseae في مكافحة مرض التعفن الفحمي المتسبب عن الفطرM.phaseolina واستحثاث المقاومة في زهرة الشمس.اطروحة دكتوراه .كلية الزراعة.جامعة بغداد .155 صفحة
3-فياض,محمد عامر (1997) استجابة تراكيب وراثية مختلفة من زهرة الشمس Helianthus annus للاصابة بالفطر M.phaseolina ,دور بعض الطرق الاحيائية في المقاومة .اطروحة دكتوراه.كلية الزراعة.جامعة البصرة.
Mbaye ,N.(2007). Ecology and management of charcoal (Macrophomina phaseolina)on cowpea in the Sahel. PhD Thesis wageningen university,the Netherlands. pp 114
ما هي طرق العلاج الفعالة ….ولماذا لا تتاثر بعض المحاصيل مثل الحنطة والشعير بهذه الفطريات اي ان مدى التأثير يختلف من نبات لاخر وهل فترة ال عشر سنواتكافية للتخلص منها