تبني الخبرات العلمية الاكاديمية والتطبيقية في اقامة حقول الزراعة النموذجية في القطاع الزراعي
الدكتورضياء بطرس يوسف
مركز تربية وتحسين النبات، دائرة البحوث الزراعية، وزارة العلوم والتكنولوجيا /العراق
dpyousif@yahoo.com
تتمثل الأهداف الرئيسية لمختصي علوم إنتاج وتحسين المحاصيل الحقلية بإنشاء محطات الحقول النموذجية التي تطبق فيها الأساليب العلمية المتقدمة في الزراعة الحديثة بغية الوصول بالإنتاج الزراعي الى الطاقة الإنتاجية القصوى من خلال استخدام الحزم التقنية المختلفة وتعميم النتائج الايجابية في القطاع الزراعي.
استنادا إلى الخبرة العلمية والعملية في القطاع الزراعي عموماً، وحقول زراعة محاصيل الحبوب والبقول والاعلاف والمحاصيل الزيتية، ونحن على اعتاب مشروع وطني كبير لأدامة انتاج بذور المربي والنواة ورتبة الاساس لمحصول الحنطة باصنافه الحديثة والمتفوقة، فقد اعدت المقترحات التي من شانها ان تسهل قيام الحقول النموذجية، متضمنةً ما وجدناه مناسبا لنجاح هذه التجربة الرائدة من حيث مستلزماتها الزراعية النموذجية وافاق تطورها وما يترتب على ذلك من امكانات حالية ومستقبلية، وتطوير وتعميم هذه التجربة وبالتالي ديمومة نجاحها.
تضمنت الدراسة شرحا تفصيليا لكل ما يتعلق بزراعة ونمو كل محصول من المحاصيل الحقلية التالية: الحنطة والشعير والذرة الصفراء والبيضاء والرز وزهرة الشمس والسلجم والعصفر والسمسم وفول الصويا والماش والعدس والباقلاء البطاطا. اخذت اللجنة بنظر الاعتبار الامكانات الفعلية المتاحة في الوقت الحاضر بما يؤمن تطبيق الاساليب التي من شانها ان ترتقي بالزراعة إلى المستوى الزراعي النموذجي من جهه، وما يمكن السعي لاجل تحقيقه في المدى القريب او البعيد من حيث استخدام الاساليب العلمية الحديثة والمستجدة سواء كانت تلك المستنبطة في داخل العراق او خارجه لاجل تحسين كفائة الاداء للموارد الطبيعية وحمايتها والحفاظ عليها. تجدر الإشارة إلى أن الإنتاج الزراعي يمثل دالة العوامل الطبيعية، التي لا يمكن للإنسان السيطرة عليها كتلك المتعلقة بالمناخ والموقع الجغرافي (خطوط الطول والعرض والارتفاع عن مستوى سطح البحر) وعوامل اخرى يمكن للانسان السيطرة عليها وتحسين اداؤها وهي تلك المتعلقة بالنبات (بيئة وفسلجة وتحسين وراثي) والتربه والمياه وعوامل الادارة والخدمات واقتصاديات الانتاج.
ان ما يهمنا هنا هو السعي لوضع مثل هذه العوامل في خدمة العملية الزراعية لزيادة الانتاج وتحسين نوعيته للحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدام البرامجيات العلمية والحديثة القادرة على محاكاة التجارب الحقلية في إدارة الإنتاج الزراعي بما يجعل مثل هذه الحقول مرتكزا أساسيا لتطوير ستراتيجية إدارة مستلزمات الإنتاج الزراعي بمستوياته المثلى بما يمكن صانعي القرار من وضع الخطط الكفيلة بتحقيق التنمية الزراعية على المستوى الوطني.
إن الأهداف المتوخاة من إقامة الحقول النموذجية بضوء المعطيات المعده لهذا الغرض تتحدد بالاتي:
- إمكانية الاستفادة من الحقول النموذجية في تحديد ومعرفة كفاءة الأداء للموارد الوراثية المختلفة (الاصناف المعتمدة) لكل محصول وبالتالي خصوصيات واحتياجات الأصناف المختلفة، ومثلها لمدخلات الإنتاج الأخرى.
- تحقيق المهرجانات الزراعية الإرشادية المتميزة مثل إقامة يوم الحقل لكل محصول والوقوف على الظروف المثلى المستجده في العملية الزراعية، للارتقاء بالاداء الانتاجي وتحقيق الربح الامين والمضمون لكل مزارع.
- ربط النتائج المستنبطة بواقع تكاليف مدخلات الإنتاج وبالتالي تحديد الجودة الاقتصادية.
- استعراض تطبيق النتائج والإمكانات العلمية المختلفة لمراكز البحث العلمي الزراعي بحسب الجهات القائمة بتنفيذ وإقامة مثل هذه الحقول النموذجية للاستفادة منها في تبادل وتكامل النتائج الوطنية.
- جعل الحقول النموذجية محط انظار كل المختصين في المجال الزراعي لاجل استكشاف وتنفيذ الافكار والاساليب العلمية المستنبطة والحديثة في ادارة المحصول والتربة والمياه.
- امكانية تطوير مهام مثل هذه الحقول في تقييم المواد الوراثية والتجريبية المستنبطة بالمقارنه مع افضل الاصناف التجارية الشائعة وينطبق مثل ذلك على الاسمدة والمبيدات وغيرها.
- اشراك المزارعين في صنع القرار من خلال استعراض المشاكل والتحديات العملية التي يواجهونها، من جهة والوصول معهم الى تطبيق الحزم التقنية الحديثة وحماية، بل واستكشاف المصادر الوراثية النباتية التي تلبي حاجاتهم، كونهم الاكثر تماساً مع المحصول. وبالتالي تحديد الاصناف المتفوقة والمرغوبة.
- يمكن توصيف وتحسين ادارة برامج نشر التقنيات الزراعية في العراق بامثل واسهل وادق التفاصيل.
مستلزمات الزراعة النموذجية :
تتطلب الزراعة النموذجية توفير العديد من المستلزمات الأساسية لأجل ضمان نجاحها ومن هذه المستلزمات:
1. اختيار مواقع الحقول النموذجية
نظرا لانتشار زراعة المحاصيل المشار اليها انفا في مختلف مناطق العراق، فان اقامة الحقول النموذجية لزراعتها لا يعني بالضرورة ان تجتمع كل هذه المحاصيل سوية في محطة واحدة وكامثلة على ذلك، ان ظروف زراعة الرز تختلف كثيرا عما يحتاجه محصول القطن او فول الصويا او زهرة الشمس، لذا فان الحاجة الفعلية تكمن في الاعداد الجيد من حيث اختيار مواقع الحقول النموذجية وطبيعة توزيع المحاصيل الحقلية فيها، حتى ضمن المركز البحثي الواحد. بعبارة اخرى، ربما تحتاج وزارة العلوم والتكنولوجيا إلى اقامة حقول نموذجية لمحاصيل الحنطة والشعير والعدس في المناطق الديمية ومثلها في المناطق المروية، بينما ينحصر اقامة مثل هذه الحقول بالنسبة للرز في المنطقة الوسطى والجنوبية تحت الظروف المروية. وعليه فان من الضروري برمجة عملية اقامة مثل هذه الحقول من خلال:
– تشكيل لجنة عليا يقترب دورها بغرفة العمليات
وتكون مهمتها ادارة وتوجيه الحقول النموذجية في المراكز البحثية، ومن ثم متابعة خطة العمل وما يتحقق في مسيرة العمل العلمية التطبيقية لهذه الحقول، واجراء التعديلات ووضع المقترحات التي ترتقي بالاداء الذي يضمن نجاح هذه التجربة الرائدة.
– اقامة الحقول النموذجية في المراكز البحثية، ليتم الوقوف من خلالها على انجح الاساليب المتبعة في الزراعة النموذجية من خلال استقلالية الاساليب المتبعة بما يمثل الفلسفة العلمية لهذا المركز او ذاك.
– ادامة هذه الحقول النموذجية بمستجدات الانجازات العلمية المتحققة وكل ما يرتبط بزيادة الانتاج وتحسين الحزم التقنية وبالتالي تنظيم قواعد البيانات سواء من خلال المعلومات المتعلقة بالنبات او التربة ومصادر المياه والتسميد والمكافحة وغيرها.
– بعد نجاح التجربة الاولية لهذه الحقول، تعمق اوليا بتنفيذها في الشعب الزراعية المختلفة تبعا لمناطق انتشار زراعة كل محصول من المحاصيل المشار اليها انفا وربما يصار إلى جعل الحقول النموذجية في كل محافظة من محافظات القطر.
- نقل التكنولوجيا وتدعيم الاداء الميداني
ان تبني اقامة حقول الايضاح على وفق توفير امثل الظروف التي ترتبط بالانتاج الزراعي بكامل حزمه التقنية سيتيح الفرصة للقائمين بها ( الخبراء والمشاركين من المهندسين والمساعدين والفنيين وصولاً الى المزارعين) على:
* تطوير الامكانات الذاتية من الناحية العلمية والتطبيقية بما يسمح لخلق الافكار البحثية الجديدة والمتقدمة.
* امكانية دراسة التكاليف الاقتصادية لكل فعالية تتعلق بمدخلات الانتاج وانعكاساتها على الاداء الانتاجي وما يترافق معه من عوامل اخرى للوصول الى توصيف امثل المستويات المطلوب تحقيقها لكل حزمة، من جهة والوقوف على خصوصيات ومتطلبات وافرازات كل خطوة من خطوات الانتاج الزراعي.
* الانطلاق نحو تحقيق القفزات الانتاجية التي يمكن تحقيقها نتيجة ايلاج التقنيات الحديثة ( ادخال البذور المحسنة والمكائن والمعدات ونظم الري والاسمدة واساليب ووسائل المكافحة والحصاد او الجني والتسويق…الخ.
* الوقوف على الاداء الانتاجي الفعلي والحقيقي للموارد الوراثية قيد الاختبار، ومثلها لعوامل الانتاج الاخرى. كما يمكن من خلالها توصيف تجارب المحاكاة للمناطق البيئية المختلفة.
* توصيف النتائج المتحققة التي تخدم صناع القرار في القطاع الزراعي من خلال تحديد امثل عوامل الانتاج الي يوصى بتبنيها.
افاق تطوير الحقول النموذجية
ان تنفيذ اقامة الحقول النموذجية وفق ما اشير اليه اعلاه سيتيح الفرصه للجهات البحثية الاساسية بتوليف مهمة ادارة العليمات الزراعية المختلفة والاشراف عليها بما يجعلها فرصة كبيرة لتدريب العاملين في المؤسسات العلمية المختلفة عموما والعاملين في الحقول النموذجية الاخرى في الشعب الزراعية بوجه خاص، بالاضافة إلى كونها تمثل حقول للمشاهدة والايضاح للمزاعين لتطبيق افضل النتائج والتقانات.
وبالنسبة لواقع الاساليب العلمية التي يمكن الاستفادة منها ضمن وزارة العلوم والتكنولوجيا او وزارة الزراعة على سبيل المثال لا الحصر هو امكانية استخدام البرامجيات العلمية التي تحاكي الظروف المختلفة لزراعة المحاصيل باستخدام الحاسبة الالكترونية وبالتالي امكانية دراسة ما تفرزه هذه البرامجيات والاستفادة من الجوانب الموضوعية والتطبيقية. بالاضافة إلى ذلك، قد تبرز الحاجة إلى تنفيذ اسلوب المقارنة بين الطرائق التقليدية الشائعة والطرائق المثلى التي تبتغيها الزراعة الحديثة بما يؤمن احد اهم الجوانب الارشادية لتعميم افضل النتائج التطبيقية الملموسة.
العمليات الزراعية المثلى في الزراعة النموذجية
- تحضير ألارض وهنا تبرز الحاجة إلى قلب بقايا المحصول السابق في التربة بعملية الحراثة، بعد ان تتم طربسة ألارض لاعطاء الفرصة الكافية لنمو الادغال وبالتالي التخلص منها. كما ان تنعيم التربة لاعداد مهد جيد لانبات الذور وتسهيل نموها وتطورها يتطلب اجراء هذه العملية بالمواعيد المناسبة، وربما تجرى لاكثر من مرة حيث تبرز الحاجة إلى ترك التربة معرضة لضوء الشمس والتهوية لفترة كافية. وان اهم العمليات الزراعية في المناطق المروية خصوصا هي اجراء التسوية لما لها من علاقة مباشرة بادارة الري وبالتالي تجانس النمو وتطور النبات وما يرتبط بتوقيتات المكافحة والتسميد، إلى جانب ادارة التربة والمياه من حيث صيانة هذه المواد وادامتها. ولا نغفل عن التطبيقات الحديثة للزراعة الحافظة وامكانية التطبيق العملي لها كلما امكن ذلك، للاستفادة منها في خفض تكاليف مدخلات الانتاج او المحافظة على الموارد الطبيعية المتاحة بالاضافة الى الارتقاء بمستوى اداء وحدة الانتاج (الارض والمياه والموارد الوراثية).
2-موعد واسلوب البذار تختلف المحاصيل الحقلية من حيث حاجتها للظروف المثلى من حرارة واضاءة ورطوبة، لذا فان اعتماد اسلوب التجميع الحراري لكل محصول وربما لكل صنف ضمن المحصول الواحد هو الاسلوب الامثل لتحديد موعد الزراعة والتزهير والنضج بعديدا عن التطرف البيئي. وعليه، لابد من تسخير الامكانات العلمية الحديثة المتعلقة بالانواء الجوية والارصاد في ظل المتغيرات البيئية المتسارعة بما يتيح الفرصة لأستثمار الجوانب التنبؤية وغيرها لخدمة الانتاج الزراعي او ما يتعلق به.
تتحدد كمية البذار او الكثافة النباتية بحسب الصنف المستخدم لهذا المحصول او ذاك اعتمادا على الوزن النوعي للبذور ونسبة الانبات والنقاوة وطريقة البذار. عموما يوصى بالبذار الميكانيكي لانه يوفر زراعة منتظمة وتوزيعا متجانسا للنباتات بما يجعل المنافسة بينها بالحد الادنى، وبالتالي يوفر الحقول المتماثلة النمو والتي ينعكس تاثيرها في سهولة متابعة واجراء مختلف العلميات الزراعية اللاحقة.
3-التسميد ان اضافة الاسمدة بمختلف انواعها يزيد من انتاجية ألارض ويحافظ على خصوبتها. ولاجل الوصول إلى الانتاجية الاعظم، فان اختيار نوع وطبيعة السماد المضاف وكمية ومواعيد اضافته من الامور الواجب الانتباه اليها. تجدر الاشارة إلى اهمية استخدام الاسمدة المختلفة سواء كانت عضوية او معدنية او ماينتج منها بايولوجيا (الاسمدة الحيوية). كما ان تقنية اضافة السماد قد تطورت إلى طبيعة الاستفادة من قبل النبات، فاستخدام الاسمدة الورقية عند توفر الامكانات المادية من الاجهزه والمعدات قد زاد من كفاءة امتصاص النبات للعناصر المغذية وبالتالي تسخيرها لزيادة الانتاج. يعد الري التسميدي من التقنيات العلمية الحديثة في الزراعية الاروائية او تلك التي تعتمد على الري التكميلي، فيتم حقن السماد في منظومة الري، اذ يتحقق من خلالها حساب كفاءة استخدام السماد فضلا عن تقليل تكاليف الايدي العاملية وفي نفس الوقت تقليل الهدر الذي قد يحصل للسماد نفسه نتيجة الغسل او التطاير او غيرها.
4-الري يعتمد ما يستهلكة النبات من الماء على مقدار التبخر والنتج خلال فترة النمو والتطور، اما كميته فانها ترتبط بعوامل اخرى اهمها ظروف المناخ ونوع المحصول وطول موسم النمو ومرحلة تطور النبات بالاضافة إلى حالة التربة وخصائصها. ان طريقة الري المستخدمة لها الدور الاساس في كمية مياه الري المطلوبه، فالمحصول يستنفذ 50% من مياه الري السيحي، بينما تكون كفاءة الري بالرش 70% وبالتنقيط 90% أي ما يستهلكه النبات بهذه الطرق هو ما يمثل نسبة ما يضاف منه. ان استخدام التقنيات الحديثة في الري الممكنن قد اتاحت الفرصة لزيادة كفاءة استخدام المياه والسيطرة على نمو نباتات الادغال والتسميد والمكافحة وغيرها من العمليات الزراعية الممكننه الاخرى.
5-الاصناف والتقاوي بسبب تزايد عدد الاصناف المسجلة والمعتمدة او الاصناف التجارية الشائعة سواء كانت محلية او مستورده، لكل محصول من المحاصيل المشار اليها، فان تحديد اماكن زراعتها تبعا لمواصفاتها الوراثية و/ او مناطق الانتاج الرئيسة لها من الامور التي يجب اخذها بنظر الاعتبار. على سبيل المثال، تحدد اصناف الحنطة التي تلائم الزراعة في المنطقة الديمية، ومثلها للمنطقة المروية ولا يجوز انتشار زراعة أي منها بطريقة عشوائية. فمن غير المعقول زراعة صنف الحنطة انتصار او العدنانية في محافظة واسط مثلا، تحت الظروف الاروائية. من الضروري الانتباه إلى احتياجات وخصوصيات كل صنف من حيث الاستجابة للتسميد وكمية البذار وغيرها. وعلى العموم، فان بذور الزراعة لمختلف اصناف المحاصيل لابد ان تكون موثوقة المصدر لضمان حيويتها ونظافتها وخلوها من بذور الاصناف والمحاصيل الاخرى وبذور الادغال. ويفضل ان تكون البذور المخصصة للرزاعة قد تمت معاملتها بالمبيدات الفطرية وغيرها لتامين صحة البذور.
6-الافات الزراعية يقصد بها كل الكائنات الحية الاخرى من غير بذور الصنف المزروع، أي نباتات الاصناف الغريبة ونباتات الادغال والامراض والحشرات. فمن الضروري ازالة كل الشوائب بعملية التنقية للحصول على محصول متجانس النمو، مثلما يتطلب القضاء على نباتات الادغال لانها تنافس المحصول في الغذاء والماء والاحتياجات البيئية الاخرى. وعلى العموم فان نباتات الادغال قد تكون رفيعة او عريضة الاوراق، وربما ينتشر كلا النوعين في نفس الوقت تبعا لظروف النمو المتوفرة كما يتوجب اجراء المكافحة الميكانيكية بالنسبة للمساحات الصغيرة او الكيميائية بالنسبة للمساحات الكبيرة . وقد تستخدم المكافحة في بداية موسم الزراعة وخلال فترة تحضير ألارض وربما تضاف المبيدات المختلفة خلال مراحل النمو المبكرة، كما يمكن استخدام الطائرات الزراعية لهذا الغرض. اما بالنسبة للحشرات التي تصيب المحصول، فتبرز الحاجة إلى معرفة نوع او انواع الحشرات وبالتالي تحديد طريقة واسلوب وموعد المكافحة على اساس موسم نشاط وانتشار الحشرة.
7-النضج والحصاد يختلف حصاد او جني المحصول بحسب المحصول وطبيعة النمو والانتاج. على العموم ، تنضج محاصيل الحبوب بعد 40 – 60 يوم من التزهير، اذ تظهر علامات النضج باصفرار الاوراق والسنابل وظهور علامات اخرى مثل انخفاض المحتوى الرطوبي للحبوب او ظهور الطبقة السوداء كما في الذرة الصفراء. بينما يعتمد جني القطن على درجة تفتح الجوز وحصاد زهرة الشمس على اصفرار قاعدة القرص وقبل مهاجمة الطيور له. بينما يعتمد جني البقوليات بحسب طريقة الاستهلاك او الحاجة، فيكون جفاف القرنات واصفرارها في فول الصويا واسودادها في الباقلاء مقياسا لنضجها. يفضل اجراء الحصاد الميكانيكي في بعض المحاصيل، بينما يصعب ذلك في الوقت الحاضر في غيرها من المحاصيل. تحصد عادة محاصيل الحبوب ميكانيكيا بعد القيام بتعيير الحاصدة لاجل تقليل الضائعات وربما تكون رطوبة الحبوب عاملا محددا في الكثير من المحاصيل التي تحصد ميكانيكيا.
8-التجفيف والتفريط والخزن تظهر الحاجة إلى اجراء عملية التجفيف بعد الحصاد في الكثير من المحاصيل مثل تجفيف العرانيص في الذرة الصفراء واقراص زهرة الشمس التي تحصد يدويا، اذ ان رطوبة الحبوب عند الحصاد تكون عالية (اكثر من 25%)، مما يتطلب التجفيف ثم القيام بعملية التفريط الميكانيكي وتدرج الحبوب وتعبئتها ثم خزنها. بينما تحتاج البطاطا الى ظروف خزن خاصة تكون فيها درجة حرارة المخزن عاملا محددا للعمر الخزني، سواءً كان للاستهلاك او لأستخدامها في الصناعة او تقاوي للزراعة.
9-الدورة الزراعية
بغية الاستغلال الامثل للارض الزراعية، فقد اقترحت الزراعة الحديثة عدم ترك ألارض بورا، خصوصا عند وفرة مصادر المياه. وذلك باتباع اسلوب الدورة الزراعية للمحاصيل المختلفة في بقعة ألارض الزراعية. ان الهدف الاساسي من اجراء الدورات الزراعية هو المحافظة على انتاجية ألارض الزراعية والسيطرة على الافات المختلفة التي تصيب ألارض او المحصول وادامة خصوبة التربة وتحسين خصائصها المختلفة. ان ما يهمنا هنا هو كيفية استدامة الزراعة والمحافظة على انتاجية الارض ومنع اوتقليل التدهور الذي يمكن ان يحصل نتيجة الاستخدام واستنفاذ مخزونها من العناصر الغذائية او الضرر الحاصل نتيجة العمليات الميكانيكية وادارة الموارد المائية.
10-استخدام المستجدات العلمية
افرزت النجاحات العلمية وليدة الدراسات والبحوث التطبيقية اكتشافات علمية كبيرة تخدم زيادة الانتاج الزراعي و/ او تحسين نوعيته. من الامثلة الحية على ذلك، استخدام المخصبات الاحيائية وايلاج الكثير من الكائنات الحية الدقيقةmicroorganisms في انتاج الاسمدة الحيوية.
بهدف تطبيق التقنيات والحزم الانتاجية الحديثة في زراعة وانتاج المحاصيل، لابد ان نتناول بالتفصيل النقاط اللتسع المشار اليها انفاً، ولكل محصول من المحاصيل الحقلية الداخلة في الزراعة العراقية، للوقوف من خلالها على امثل الطرائق والاساليب المتبعة لتحقيق اعلى انتاجية ممكنة.