Sudden decline of date palm syndrome متلازمة التدهور المفاجيء للنخيل
خير ماابتدأ مقالي هذا باي من الذكر الحكيم فقد قال عز من قائل) بسم الله الرحمن الرحيم وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (يخيل الي كيف ان النخيل شامخ عالي يناطح السحاب وعندما تقف تحت هذه الشجره وتنظر الى الى راسها وهو ينااطح السماء ترى من خلالها عظمة الخالق وترى نفسك ان تقف تحت ناطحات سحاب ليست من صنع الانسان وانما من صنع الخالق الذي جلت قدرته وعظمته على هذا الابداع والتي لازال الانسان بالرغم من التقدم العلمي لم يستطع ان يفهم عجائب هذه الخلقه. لكنني اليوم وانا اتجول في بساتين النخيل في البصره رأيت تلك الباسقات الشاهقات هاويات على وجه الارض ، وكان ان هناك آثار معركة كبيرة قد حدثت وخلفت هذا الدمار الكبير. سئلت نفسي هل هناك معركة حدثت؟ نعم هناك معركة حدثت بين بني البشر وبين هذه الشجرة التي اواته من لهيب الشمس الحار واطعمته خصوصا في الوقت الذي كان يعاني منه من الحصار سنين عديدة بل وانقذته من الكوارث الطبيعيه فماذا كان جزاءها؟؟ (القطع والتخريب والدمار) واحب ان اذكر ان الله جلت قدرته قال في محكم كتابه الكريم في سورة الرحمن (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)! هل الاحسان معناه القطع!!!؟؟؟ لقد وقفت انظر بغرابة على طبع الانسان الوحشي وهو يقطع ويغلق الانهار ليقتل هذا الكائن الذي كرمه الله وذكره في كتابه الكريم وخصه الرسول الاعظم صل الله عليه واله الاخيار بقوله ( اكرموا عماتكم النخل فانها خلقت من فاضل طينة آدم عليه السلام). هذه الكلمات البسيطه احببت ان ابتدأ بها مقالتي هذه لأصور الفعل الوحشي لقطع النخيل في بساتين ابو الخصيب وماآلت اليه من خراب وتدمير متعمد وما ال اليه النخيل من اهمال أدى الى اصابته بالامراض وهكذا اصبحت ارض السواد التي ذكرت في التاريخ ارض الخراب وحلت محل غابات النخيل غابات من نوع اخر وهي غابات الكونكريت التي بدت تضرب وتتحدى النخلة بقوة بمرىء ومسمع من الجميع.
خلال تنقلي في بساتين ابو الخصيب رايت بعض النخيل الذي بدا عليه اثار اعراض مرضية خطيره تفشت فيه في هذه السنين الاخيره وخيل الي ان النخله تريد ان تكلم احدا من البشر المارين عليها وتسئلهم عن الجرم الذي فعلته لتستحق هذا الاهمال فوقفت عند احداهن فصعقت وتالمت على الحالة التي رايتها فيها من شدة المرض والشحوب الذي حل بسعفها الاخضر فقررت ان اعالجها فبدات ابحث عن هذا المرض هل هو البيوض ام شي اخر وبحمده وتوفيقه استطعت ان اعرف اسم المرض وطريقة العلاج واستطعت ان انقذ هذه النخله وفسائلها الحديثة من براثن هذا المرض ثم رايت ان هذا المرض بدا كوباء متفشي في النخيل كالنار في الهشيم. حقيقة المنظر مؤلم ورأيت نفسي اني عاجز ان اقدم لباقي النخيل المصاب الرعاية الكافيه فقررت ان اكتب عن هذا المرض هذه المقاله المتواضعه عسى ان يكون للاخريات نصيب من العلاج وترى من ينقذها من هذا المرض الخطير كما يفعل بني البشر من اجراء التلقيحات المختلفه حفاظا على الجنس البشري. يعاني النخيل من مرض خطير يطلق عليه بمتلازمة التدهور المفاجئ للنخيل ، ويسبب هذا المرض التدهور المميت لبساتين النخيل، إذ يبدأ المرض على شكل بؤرة إصابة في منطقة معينه ثم يمتد
هذا المرض ليصب جميع النخيل الموجود في البستان. إن أعراض هذا المرض قد تكون مشابهه لأعراض أمراض أخرى مثل الاصفرار المميت للنخيل palm lethal yellowing والذي تسببه نوع من الفايتوبلازما التي تصيب نخيل جوز الهند وتؤدي إلى موته، كما وان التيبس الحاصل في السعف تشابه أعراضها مرض البيوض الذي يسببه الفطر Fusarium oxysporum .
أعراض المرض
تبدأ أعراض المرض بتلون العرق الوسطي لجريد النخيل بلون برتقالي مصفر ويبتدئ ظهور هذه الأعراض على جريد النخل الخارجي ثم يتجه باتجاه الداخل إلى قلب النخلة. أما تيبس السعفعه أو الجريد فيبتدئ من الأعلى ثم يتجه باتجاه الأسفل وفي النهاية يتحول الجريد أو السعفة بكاملها إلى لون بني شاحب وتموت النخلة في غضون بضعة أشهر .
أن الإصابة في هذا المرض قد تحدث في أي وقت من السنة ولكن إصابة النخيل في مرحلة الإثمار يؤدي إلى سقوط الثمار وتفشل في الوصول إلى مرحلة النضج وأيضا تجف الثمار عندما يهاجم المرض النخلة في مرحلة الرطب أو الخلال. كما وتصاب النخلة بهذا المرض في مختلف الأعمار ولكن ذكور النخيل اقل إصابة بهذا المرض . وأكثر النخيل عرضه إلى الإصابة بهذا المرض هو النخيل المهمل والغير مخدوم كما وان النخيل النامي في الأراضي سيئة التصريف عرضة للإصابة بهذا المرض بشكل كبير.
يمتاز هذا المرض بإستراتيجية السلوك الانتقاء الفردي للنخيل ، أي يقوم بانتقاء نخيل البستان الواحدة تلو الأخرى إي إن التزامنية غير موجودة ضمن إستراتيجية هذا المرض ومن النادر أن يصاب نخيل البستان في آن واحد وهنا تكمن الخطورة في هذا المرض.
لقد سجلت هذه المشكلة في مقاطعة خير بور في الباكستان وبعض مناطق السند ولم يعرف المسبب الرئيسي لها وكان هناك خلاف كبير حول المسبب الرئيسي لهذا المرض ، وكان يعتقد أن المسبب الرئيسي لهذا المرض هو الإصابة بالنيماتودا (ديدان مجهرية تصيب الجذور) أو حشرة الأرضة . وبعد التحري والبحث من قبل طالب الدكتوراه السيد وزير علي وبإشراف الدكتور عادل أبو السعود وبمساعدة الدكتور ممتاز علي وعبد المبين لودي بقسم الأمراض في جامعة تاندو جام الزراعية في حيدر آباد سنة 2007 ووجد ان المسبب الرئيسي لهذا المرض هو فطريات التربه وهي :
Fusarium solani,Helminthosporium sativum,Phoma udadium
وأكثر أنواع الفطريات سيادة هو Fusarium solani علما إن هذا الفطر قد تم عزله سنة 2006 في بساتين وسط العراق مسببا لنفس المرض من قبل الياسري وجماعته ونشر هذا المقال في مجلة دمشق للعلوم الزراعية
الحلول المقترحة
1- إنشاء بنك النخيل في منطقة محمية للحفاظ على الأصناف النادرة من النخيل في البصرة
2- حرق النخيل الميت والمصاب بهذا المرض
3-دراسة المرض دراسة معمقة وخصوصا ان ظهوره يكون مصاحبا بإصابة المنطقة بالأرضة
4-إنتاج أنواع جديدة من النخيل تكون مقاومة لهذا المرض عن طريق زراعة البذور وانتخاب الاصناف المقاومة لهذا المرض .
5-مكافحة فطريات التربة باستخدام المبيدات الفطريه حال ظهور اعراض المرض مع الاسراع بكشف التربه حول النخيل المصاب لمكافحة المسببات الاخرى مثل الارضه او الحفارات التي تضعف النخله وتجعلها عرضه للاصبات الفطريه الثانويه.
الأستاذ المساعد الدكتور عبد المنعم حسين علي
وحدة ابحاث الخلية والتقنية الحيوية ، كلية العلوم / جامعة البصرة