لمراكز البحث العلمي وكليات الزراعية والجامعات الزراعية دوراً مهما في تطور المجتمعات وخاصة مجتمع المزارعين والفلاحين، حيث تسهم بنقل العلوم الزراعية والتقنيات الحديثة إلى حيز التطبيق. فالزراعة المصدر ألأساس لغذاء وكساء وكذلك الكثير من صناعات الإنسان وبها يكون المجتمع قوي ا وسعيدا ، إذ لا حضارة ولا أمان من غير تحقيق
الاكتفاء من الغذاء. أصبح الغذاء وألأمن الغذائي عام لا مهما من العوامل المحددة لحياة ألأمم والشعوب، ولم يكن ذلك حديث ا بل منذ فجر الحضارة، إلا أن الطرق الزراعية السائدة آنذاك لم تكن عما عليه اليوم ويعود الفضل في ذلك إلى مراكز البحوث العلمية التطبيقية وكذلك الأسس الأكاديمية التي تقدمها كليات الزراعية. تقدمت علوم الو ا رثة وتربية وتحسين النبات خلال القرن العشرين وأخذت دورها البارز والمميز في تطوير ألإنتاج الزراعي والتحسين الكمي والنوعي لمختلف المحاصيل الزراعية. ساهمت العلوم الزراعية بإنتاج محاصيل وأصناف جديدة، واتباع ألأساليب العلمية الحديثة بالانتخاب أو التهجين أو الأقلمه أو إحداث طف ا رت و ا رثية مفيدة وتسخير التقنات الحيوية الحديثة. كما ساهم هذه العلوم بإنتاج ألأصناف والهجن الجديدة التي تتفوق في طاقتها الإنتاجية على ألأصناف القديمة السائدة زراعتها آنذاك، مما أحدث ثورة في عالم الزراعة وأصبحت لغة الهجين هي السائدة في الزراعة، إذ أثبتت الهجن كفاءة عالية للتكيف والأقلمة للظروف البيئية السائدة في مختلف مناطق العالم.